على مر العصور، و تصفح صفحات التاريخ، تظهر لأمم شتى على مر الزمن، نكسات و كبوات و مصائب قوية تعصف بمجتمعاتها و طوائفها و طبقاتها، و تسحق أساسياتها و تدمر هويتها بالكامل، ليمحى من التاريخ أسمها، و إسم حضارتها، و إسم كل حكامها وزعمائها و وطنييها، و لا تذكر إلا على سبيل الحصر و ليس المثال لأمم أنهارت من النكسات و الكبوات دون أي محاولة للمقاومة و المحافظة على هويتها و ووجودها!
و لكن العجيب في عجائب التاريخ، وجود أمم تتخطى أحلك النكسات و المصائب، و الأعجب وجود أمة العرب و المصريين (مصر) التي أثبتت على مر التاريخ أنها أمه لم يبق بها غازي أو معتدي أو محتل أو غاصب، أثبتت فعلا أنها (مقبرة الغزاة) و مصير مؤلم لكل طاغية و لكل جبار متجبر، بشعبها الذي أثبت على مر العصور أنه شعب لايعرف الإستسلام أو الهزيمة على الرغم من سرعة دخوله في هزيمة وإحتلال، بجندها الذي لايعرف في قلبه للخوف معنى أو موضع أو حتى سبب، سوى الخوف من عدم نيل شرف الدفاع عن التراب الغالي، لأنه جندي ممن قيل عن امثاله في القرآن الكريم بأنهم (خير أجناد الآرض) .....
فعلا يثبت هذا الشعب أنه شعب عجيب و غريب و لا يعرف المستحيل في صراعة من أجل البقاء، بالرغم من تأخره و تخلفه و إنحطاط مستوى تحضره، و إنهيار أخلاقه و مبادئه في أجزاء من مجتمعه، إلا أنه يعود بكل قوة من جديد و الأعجب أنه يزداد عن كل مرة قوة، و الأكثر عجبا أن يخرج منه في هذا الصراع، أعظم أبطال الحرب و القتال من كل عصر...!!
ففي أي هزيمة أو نكسة أو إحتلال يخرج من هذة الأمة، رجال يصنفوا من عظماء العظماء في التاريخ، ليكتبوا في تاريخ البشرية صفحات لشعب لم يهزمه الزمن و لم يكسره الألم ....
فعلا شعب من أغرب الشعوب في العالم، فلو مر أي شعب بما مر به هذا الشعب البسيط في طباعه و الحليم في اخلاقه، لإنهارت كل طوائفه و أساسياته بالكامل و ضاعت هويته الحقيقية و أصبح مطمعا سهل المنال لكل شعوب و حكام الدنيا، و لكنه شعب لم يخلق ليكون شعب ضعيف أو مهزوم أو مغلوب فلقد خلق ليكون شعب رافض للهزيمة و الإستسلام، رافض للذل و الهوان بالرغم من الأسى و المرارة، بالرغم من الحنق من نصر عدو بلا خسارة، يبقى الأمل وتبقى الإرادة، و يبقى التحدي في قلب المصريين نار محرقة بلا هوادة.
قد يرى البعض كلامي على انه كلام شعارات و أوهام و يراه البعض الآخر كلام رجل من قديم الزمان، ولكن إذا كان من حقنا على البلادنا أن نكون في أرضها مرتاحين البال و مليئي البطون والعقول، فحق بلادنا علينا (و هذا أقل حق) أن نتذكر و نتصفح ذكريات و أيام المجد لشهدائنا و أبطالنا في زمن و وقت، كان من الصعب إيجاد (رجال بمعنى الكلمة)، من أجل أن يرى شباب هذة الأمة ان العيب ليس فيهم فقط أو أهاليهم فقط بل في الكل و الكل مسئول، لأن من ينسى الوطنية و الإنتماء إلى بلاده بمشاعر بسيطة بلا تكلف دون أي وجود للشعارات و الخطب الرنانة، يكون أخطر على بلاده من العدو نفسه.
نعم وطنية بلا شعارات أو هتافات فارغة، فماقلته لم يخرج عن ذلك و لن يخرج عن ذلك أبدا و أبدا، لأني مازلت من داخلي كمصري أتألم و أتوجع لحال بلادي مما ألت عليه من الزمن و الآمه، من شباب أنهارت هويته المصرية بسبب ما يرونة من نفاق و شعارات كذابه ليس من ورائها شيء سوى خدمة أصحابها، و بالتالي خدمت أصحابها و دمرت شبابنا في نفوسهم البسيطة، التي أصبحت نفوس حانقة و ناقمة على بلد كرهتهم بفعل فاعل، و بظلم طاغي، و بجرم آثم آثيم!
و أعود و أقول لن ينجحوا، نعم لن ينجحوا مهما أن طال الزمن، لن ينجحوا فالصرع مازال مفتوحا و المصير ليس محسوما، و إذا كان شباب اليوم مكسورا، فغدا سيكون في صراعه قاتلا أو مقتولا، شهيدا أو بطلا منصوراً.
نعم منصوراً ، لأنه لا عجب لكسرتهم اليوم وسط مناخ مسموم و مكروه و ملييء بالغرائز و الشهوات و البعد عن الدين و الأخلاق ، فكيف لشباب و سط الملذات أن يقال له أين وطنيتك من حب الذات ؟
و كيف لشباب وسط البلاء، أن يقال له أين شجاعة الشجعان و شدة الأشداء ؟
و بالتالي فلا يصح على أحد أن يتهم الشباب دون أن يتهم من سبقه من بأجيال ممن يحكمون بلادنا الآن، لقد أصبح شبابنا فريسة سهلة و لقمة سائغة للفساد و الإنحطاط و الخيانة بسبب نسيان الأخلاق و الدين و حب الوطن، لأنه لم يجد من يعرفه و يعلمه و يذكره بأبطال من الماضي دفعوا من دمائهم و أرواحهم مايساوي أراضي الدنيا كلها ، من أجل كل ذرة رمل في هذا البلد البسيط، لكي ينبت بداخله النار المحرقة وهي نار التحدي و الإرادة.
نعم، إن رأى و سمع بدون شعارات الإعلام المصري التي أصابتني بالضغط و السكر، سيتعلم سلك درب العظماء (مثلما سلك رجال العسكرية المصرية و من ورائهم الشعب المصري في أكتوبر 73) في زمانه، و يعرف من أين يخطو الخطوة الأولى في طريق (الألف ميل) (مثلما خطاه أبطال نصر أكتوبر خطوة خطوة بقلوبهم العامرة بالإيمان و عقولهم السريعة التحديث و التطوير) ، و يعبر الطريق المظلم المسمى ب(الخوف) من خلال عقله و منطقة السليم بسهولة (مثلما عبر أسود أعظم أمه في التاريخ أقوى خط دفاعي في العالم و عبروا معه ممر أخطر عدو للإنسان في أي أمه و هو (الخوف) ) ، و في النهاية سيصل بتعجب التاريخ و دهشته المستمرة من هذة الأمة حينما يرى شبابها الذي أمسى مهزوما مكسورا و حانقا من مرارة هزيمة بلاده المنتكسة، يصل بوابة المجد و العظمة ليكتب بنفسه صفحات التاريخ بحروف من دم مزينة بالذهب (مثلما عبر أسود أعظم أمه في التاريخ بوابة المجد عندما أثبتوا شجاعة خير أجناد الأرض و حطموا أسطورة مقاتل (الخنازير) الذي لا يهزم هو و جيشه) .... نعم سيعبر و سيصول و يجول في قلب التاريخ، بلا توقف، و بلا رجعة، ولما لايكون كذلك و لقد كان أجداده من نفس الشعب على نفس الوتيرة و على اوضاع و ظروف أذل و ألعن من الظروف الحالية...
تخيلوا معي عندما توجد أمه مهزومة شر هزيمة دون قتال، و محتلة أرض لها كانت دائما لكل غازي و طامع منوال، شبابها و رجالها بين مطرقة السطلة الفاسدة و سندان الشعب الغاضب المقصال، لمقصلته يريد مسئول عن سبب لهزيمة من أشر هزائم الإحتلال، فكيف ينقلب بيهم الحال، ليعودوا إلى أرض المعركة و صراع التحرير و ميدان القتال؟
و لكنهم عادو مرات و مرات على فترات و فترات و بسرعة تجمع ألإعصار، كانوا على موعد مع كتابة وطنيات بالأشعار، حينما ولى منهم جنود (الخنازير) الفرار و ألأدبار، في معركة من الدم و النار بين 30 رجل من الأبرار أما فرقة مجنزرة من الخنازير ولاد الأشرار...
ففي (رأس العش) فاجأهوم، و على مرأى شمس يوم 10 يونيه أكلوهم، و على مسمع كل كائنات الأرض رعبوهم، وبقلب رجل واحد هزموهم....!
و إفتتحت بعدها، بوابات جهنم الحمرا على الجيش الإسطوري، و على أفراده لتكون معركة رأس العش شرارة أتون الجحيم من أعظم شعوب الدنيا، و لتبدا معها مرحلة اللإعداد مرة أخرة للجيش المصري ليعود مرة أخرى إلى المعركة بكل قوى و إقتدار و يصيب قيادة الجيش الصهيوني، بالصدمة المروعة، من معركة (رأسة العش) ، لمعركة المدمرة البحرية (إيلات) ، لمعركة (لسان التمساح) ، و غيرها وغيرها من المعارك الباسلة التي وضعت إسرائيل في موقف عسكري صعب من كثرة العمليات العسكرية التي كانت سببا في إستنزاف المؤؤن الإستراتيجية، و غيرها و غيرها من العمليات التي هزت إسرائيل قلبا و قالبا....
و لكن التاريخ و القدر، أبوا ان يكون النصر مقدم من مجرد عمليات بسيطة ومحدودة، فقدمت مبادرة (روجرز) لوقف إطلاق النار، من أجل حماية إسرائيل و قبلها الشعب المغلوب على أمره من فساد جبهته الداخلية، و فسادة مجتمعه المليء بالسلبيات بين شبابه (تماما مثل شبابنا اليوم) ، و أكتملت المأساة برحيل (جمال عبد الناصر) لتنهار الأمة العربية كلها حزنا على رجل أحيا في قلوب العرب مشروع وحدة و فشل!
و تولى (أنور السادات) الحكم و بدأ معه عصرا جديدا، عصر التطوير و التجديد، و بدأ يترك فتحات قليلة من أجل نسيم بسيط من الديموقراطية و الحرية، بدأت بالإطاحة بمراكز القوى السياسية، و تفكيك الإتحاد الإشتراكي، و هدم المعتقلات، و إقامة دستور سياسي عامل و شامل لكل فرد من أفراد الأمة، ليعود الشعب من جديد لأرض المواجهه مع معركته المصيرية، و ليبدأ أسود مصر من جديد مرحلة التخطيط من أجل عودة الأرض الغالية.
وبدأت عجلة الصراع تدور من جديد، و بدأ (أسود مصر) و معهم (رجال الصمت) و من ورائهم آمال شعب غاضب، غضبه كفيل أن يهد جبال و جبال، من أجل الوصول لنصر وثأر شرف أمه و شهداء وطني هدروا دون تمن و بلا قيمة....
بالرغم من كل الظروف المحيطة بهذا الشعب الغاضب على ضياع أرضه المحتله، علم الكلاب يرفرف على تراب الوطني الغالي، و بالرغم من المرارة و الألم الناتجان عن الهزيمة التي لم تمحى، ظل رجال (العسكرية المصرية) و رجال (المخابرات المصرية) يعملون في صمت و هدوء و سكون و كأنهم يعون دروب طريقهم الوعر و الصعب، وكأنهم في كوكب آخر غير كوكب الأرض، فهم يعملون و يخططون و يرتبون، و الشعب بكل طوائفه إما يشعر بالمرارة و الإستسلام أو بالحنق و الغضب على عدم حدوث أي رد فعل من الجيش المصري لإستعادة التراب الغالي و الكرامة المسلوبة....
و العالم كله من حولهم يرى ان هذه الأمة قد أنهارت بالفعل و ليس لهم أي أمل في العودة مرة اخرى لأرضهم المحتله، و التاريخ بدأ يكتب بداية النهاية لأمة كانت عظيمة و زعيمة لمن حولها من الأمم العربية...
و فجأة...
و على مرأى و مسمع عيون كل دول العالم...
و في وضح النهار، و تحت ضوء الشمس...
تتزلزل الأرض الطيبة المباركة بزلزال بشري مخيف، و تشق السماء الصافيه بإعصار بشري مهيب، و يعبر جيش خير أجناد الأرض، لأرض السلام بكل قوة، و معه جحافل من رجال يحاربون بلا وعي وبلا إدراك و بدون أدنى درجة مبالاة لحياتهم، من أجل أن هدف اشرف و أسمى من كل المعاني...
هدف أذهل العدو الصهيوني و أذهل معه كل شعوب العالم لإصرار هولاء الرجال على تحقيقه، هدف كان يراه كل العرب مستحيل و غير قابل للحدوث، هدف كانت تراه دول القوة العظمى غير قابل للتحقيق و لو بمعجزة، هدف أذهل التاريخ الذي كان فعلا بدأ يكتب بداية النهاية لهذة الأمه،
هدف كتب إعجاز تنفيذة و تحقيقه أبطال من دهب و زعماء من ماس، هدف مثل إرداة شعب يريد الإنتقام من عدوه، و تحدي أمه مهزومة و غاضبة على هزيمتها، هدف الوصول لمجد النصر و تحرير الأرض...
يحيى الشعب و تحيا الأمة و يحيا أبطال هذا النصر العظيم الذي لازلنا نحكي و نتحاكى به على مر 34 عامة بإستمرار و بلا توقف، لكي يكون عبرة لنا كشباب عليه أن يتعلم حب بلاده و الإنتماء لوطنه و الدفاع عن شرفه و الموت من أجل حماية عرضة و كرامته....
تحيا مصر..
الأحد مارس 22, 2020 9:43 am من طرف admin
» الوطن العربي المنكوب
الخميس نوفمبر 28, 2019 10:46 am من طرف admin
» اهداف تيم الثورة مستمرة
الجمعة ديسمبر 30, 2016 8:39 am من طرف admin
» فكرة مشروع محطة تحلية المياه من مجموعة رمضون العالمية
الثلاثاء أبريل 26, 2016 8:43 am من طرف admin
» الملكيه الفكريه فى عصر المعلوماتيه!!
الثلاثاء أبريل 26, 2016 8:40 am من طرف admin
» اليمن السعيد يتحرر
الثلاثاء أبريل 14, 2015 5:23 pm من طرف admin
» الخليفه العثمانى الجديد ..
الأحد يناير 04, 2015 4:27 pm من طرف sa7fe
» شهر صفر (2)
الإثنين نوفمبر 24, 2014 8:43 pm من طرف admin
» مفاتيح الفرج والادعيه لازاله الهم والكرب والهموم ....
الإثنين نوفمبر 24, 2014 8:33 pm من طرف sa7fe
» يااا انت ان لم تحبني حرر اسري بك
الإثنين نوفمبر 24, 2014 8:25 pm من طرف admin
» اتعلم انه ينام معك في فراشك كل ليلة!!!!!!!!!!
السبت سبتمبر 06, 2014 7:49 am من طرف admin
» \\ خَـآرجْ طٌرقآتَ آلحٌبْ ..... -!
الأربعاء سبتمبر 04, 2013 10:26 am من طرف sa7fe
» لا يصح قول رمضان كريم
الجمعة أغسطس 02, 2013 3:14 pm من طرف admin
» شهر رمضان (9)
الجمعة أغسطس 02, 2013 3:12 pm من طرف admin
» خطوات العنايه بالطفل بعد التطعيم
السبت مايو 11, 2013 4:41 pm من طرف elamaken_h
» مجــرد همسـ•ـات ...
السبت مايو 11, 2013 4:36 pm من طرف elamaken_h
» | هكذآ هو آلآختنآق ") ..;
السبت مايو 11, 2013 2:40 pm من طرف elamaken_h
» اللهم بلغنا رمضان
السبت مايو 11, 2013 2:38 pm من طرف elamaken_h
» لأنني لستُ إلا أنثى
الخميس أبريل 25, 2013 8:20 pm من طرف elamaken_h
» بقايا إنسان .........
الخميس أبريل 25, 2013 8:11 pm من طرف elamaken_h
» هَلْ لـِ الْعَآشِقينْ تَوبَة .؟!
الخميس أبريل 25, 2013 8:08 pm من طرف elamaken_h
» كلمات اغنية محمد فؤاد لو ليا حق
الإثنين أبريل 22, 2013 7:24 pm من طرف elamaken_h
» متــى يعطــش المــاء !؟
الإثنين أبريل 22, 2013 7:20 pm من طرف elamaken_h
» لا أقسم بهذا البلد
الإثنين أبريل 22, 2013 7:15 pm من طرف elamaken_h
» I FEEL SHY
الإثنين أبريل 22, 2013 7:12 pm من طرف elamaken_h
» أحمر شفاة على قميص رجولته ....!! ~_~
الإثنين أبريل 22, 2013 7:04 pm من طرف elamaken_h
» (¯`·._) عزفو على اوتار مشاعري و رحلـــــــــــــو (¯`·._)
الإثنين أبريل 22, 2013 6:36 pm من طرف elamaken_h
» كيف نستخدم الحب بشكل صحيح ؟
الإثنين أبريل 22, 2013 6:29 pm من طرف elamaken_h
» ذو القعدة (11)
الجمعة أبريل 19, 2013 2:26 pm من طرف elamaken_h
» فـــــــــــــصــــــــــــــول الحــــــــــــــــب
الجمعة أبريل 19, 2013 2:21 pm من طرف elamaken_h